هيئة السوق المالية تستعدّ لإطلاق برنامج مجتمعي لنشر الثقافة المالية لدى الأطفال
12/06/2011

​تتأهب هيئة السوق المالية لإطلاق برنامج توعوي مالي واسع النطاق يستهدف نشر ثقافة التعاملات المالية السليمة لدى النشء، باعتبارهم مستثمرين متوقعين في النشاط الاقتصادي عامة وأسواق المال خاصة، وهو برنامج مكمل لمجلة "المستثمر الذكي" الموجهة للأطفال والتي أصدرت الهيئة منها حتى الآن ثلاثة أعداد.

ويستند البرنامج الذي يحمل اسم "المستثمر الذكي" إلى عدد من الدراسات والاستطلاعات حول العالم، تثبت أنّ التوعية المالية والاستثمارية في سن مبكرة قد تسهم بدرجة كبيرة في تجنيب المستثمرين وأسواق المال والاقتصاد بعض الأزمات خاصة التي تنشأ عادة من عدم الوعي بدرجة المخاطر التي تواجه الاستثمارات. وقد وسّعت الهيئة نطاق البرنامج استناداً إلى ردود الأفعال والاستجابة المرتفعة من المختصين والماليين وعموم الاقتصاديين تجاه مجلة "المستثمر الذكي" التي تعدّ أول مجلة صادرة بالعربية توجه محتواها لتوعية الأطفال بالثقافة الاستثمارية والمالية.

وتضم عناصر البرنامج: مجلة "المستثمر الذكي"، ومحاضرات تدريبية تفاعلية في المدارس، وموقعاً إلكترونياً تفاعلياً، ومواقع للإعلام الاجتماعي هي: الفيس بوك، وتويتر، ويوتيوب، وهذه المواقع خاصة بالبرنامج وهي غير مواقع الإعلام الاجتماعي التي أطلقتها هيئة السوق المالية. كذلك يشتمل البرنامج على وحدة عرض وتوعية متنقلة في المعارض والمراكز التجارية والأندية الصيفية والمهرجانات والأيام الثقافية ذات العلاقة بالطفل، ومن المقرر إطلاق المعرض المتنقل هذا العام في خمس مناطق في المملكة.

ويمكن وصف برنامج "المستثمر الذكي" بأنَّه برنامج توعوي مجتمعي لنشر ثقافة التعاملات المالية السليمة لدى النشء ولا سيما الفئة العمرية ما بين التاسعة والرابعة عشرة أي أنها تغطي طلاب وطالبات الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية وطلاب المرحلة المتوسطة.

وستكون المهمة الرئيسة للبرنامج تحويل قواعد التعاملات المالية الصحيحة والسلوكيات الإيجابية في الثقافة المالية إلى موادّ تفاعلية مع الفئات المستهدفة، وذلك بهدف تأسيس جيل واعٍ مالياً وتهيئته للتفاعل الإيجابي مع المجتمع فيما يخص التعاملات المالية، إضافة إلى توعية الطلاب بكل ما يتعلق بالتعاملات المالية في الحياة اليومية، وتعليمهم مبادئ إدارة الأموال واستثمارها وآليات الادخار، وتعريفهم بالجهات ذات العلاقة بالتعاملات المالية ودور كل جهة. ومن بين مهام البرنامج أيضا غرس القيم الإسلامية والأخلاقية في نفوس الطلاب تجاه الأموال وحقوقها وواجباتها.

واستشرفت الهيئة في هذا المشروع الذي يأتي في إطار مسؤوليتها تجاه المجتمع عدداً من تجارب دول العالم التي خطت خطوات إيجابية في التوعية الاقتصادية والمالية للأطفال، ولقيت صدى واسعاً لدى الفئة المستهدفة. وسيتولى فريق متخصص من الاستشاريين والمهنيين في مجال التعاملات المالية والتربية والتعليم، تحت إشراف هيئة السوق المالية، وضع الأطر العلمية والتربوية للمشروع وإعداد المحتوى ليكون البرنامج ذا مرجعية عليمة وتربوية مناسبة للفئة المستهدفة.

وفي خطوة تجريبية لمشروع "المستثمر الذكي"، قبل إطلاقه في صورته النهائية، زار فريق من المشروع قبل أيام مدارس الملك فيصل الأهلية (بنين) في الرياض، واطلع الطلاب خلال الزيارة على المنتجات التوعوية الخاصة بالأطفال التي نفذتها الهيئة أو التي تعكف على إعدادها.

معلوم أنّ هيئة السوق المالية تولي توعية المستثمرين – بمختلف مستوياتهم - درجة عالية من اهتمامها؛ فقد أصدرت في هذا الجانب حتى الآن 14 كتيباً توعوياً، كان آخرها "دليل المساهم في الجمعيات العامة للشركات المدرجة"، وهي توزع هذه الكتيبات مطبوعة وعلى أقراص مدمجة مجاناً في المعارض المتنقلة التي تقيمها في الجامعات والمدارس والمراكز التجارية، وكذلك الأجنحة التي تشارك بها في المناسبات الوطنية والاقتصادية، وجميع هذه الكتيبات متوافرة أيضا في الموقع الإلكتروني للهيئة. كذلك أنشأت الهيئة صفحات على ثلاثة مواقع للإعلام الاجتماعي هي: الفيس بوك وتويتر ويوتيوب، وإلى جانب ما توفره من معلومات فورية للقرارات الصادرة عن مجلس الهيئة، تتضمن هذه الصفحات رسائل توعوية للمستثمرين الفعليين أو المتوقعين. وسبق أن طرحت الهيئة من قبل منتجاً توعوياً موجهاًَ للنشء، وخاصة الدارسين في المرحلة المتوسطة، وهو لعبة كرة قدم تحمل اسم "فاينانشيال فوتبول" حصلت الهيئة على امتياز نسخها وتوزيعها من شركة فيزا العالمية، ويمكن تشغيل هذه اللعبة وهي قرص مدمج بواسطة الكمبيوتر أو أجهزة الألعاب الإلكترونية الموجهة للأطفال.

وخلال العامين الماضيين، نفذت هيئة السوق المالية زيارات ميدانية لجملة من المدارس الحكومية والأهلية في عدة مناطق، وزُوّد الطلاب خلال هذه الزيارات بمجلة "المستثمر الذكي"، وفضلاً عن ذلك أقامت الهيئة عدداً من المعارض المتنقلة في المدارس والجامعات والمراكز التجارية في عدة مدن، حيث وُزّع على الزوار الكتيبات التوعوية واللوائح الصادرة عن الهيئة.