السوق المالية السعودية مرآة لقصة النجاح التي يسطرها الوطن منذ أكثر من مائة عام
24/09/2022

​​​​رفع رئيس مجلس هيئة السوق المالية محمد بن عبدالله القويز أسمى التهاني وصادق التبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله -، وإلى الشعب السعودي، بمناسبة حلول الذكرى الــ (92) لليوم الوطني للمملكة.
وأضاف القويز أن بصمات التطوير التي شهدتها السوق عبر تاريخها منذ تأسيس المملكة لدليل دامغ على الاهتمام الذي نالته السوق المالية من قيادتنا الحكيمة؛ مع حقيقة مفادها أن السوق المالية ما هي إلا انعكاس لاقتصاد المملكة القوي الذي بات في مصاف الاقتصادات الكبرى حول العالم ويخطو بخطى ثابتة نحو الأمام في إطار رؤية 2030.
وتابع القويز " تحل علينا ذكرى اليوم الوطني لهذا العام، مع تحقيق المملكة مراتب متقدمة في المؤشرات المرتبطة بالسوق المالية، وفقاً للكتاب السنوي للتنافسية العالمية الصادر عن المعهد الدولي للتطوير الإداري IMD لعام 2022م، حيث ارتفع ترتيب المملكة في تسعة مؤشرات ضمن 12 مؤشراً تتعلق بالأسواق المالية، في حين حافظت 3 مؤشرات على الترتيب ذاته مقارنةً بعام 2021م".
وأشار معالي رئيس الهيئة إلى أن المملكة احتلت المركز الأول في مؤشر رسملة سوق الأسهم ومؤشر حقوق المساهمين، فيما حلت في المرتبة الثانية في مؤشري الأسواق المالية ورأس المال الجريء، كما حصلت على المرتبة الثالثة في مؤشري الطرح العام الأولي ومجالس الإدارة ضمن مجموعة العشرين، لتكون بذلك قد حلت في إحدى المراتب الثلاث الأولى في 6 مؤشرات من أصل 12 مؤشراً ذا علاقة بالسوق المالية على مستوى مجموعة العشرين.
وأضاف القويز أن احتفالات هذا العام أيضاً تتميز بطابع خاص للسوق المالية مع إصدار الهيئة لكتاب "قصة السوق" الذي يسطر لمراحل تاريخية هامة في تاريخ السوق​​ المالية، فيما بدا أنه مرآة فعلية لما بات عليه الاقتصاد الوطني.
وقال "خطوات السوق المالية على نفس مسار الوطن، وما وصلنا إليه اليوم لهو دليل واضح على أن السوق المالية كانت تسير خطوة بخطوة مع وطن بات اقتصاده اليوم وما يشهده من تطوير ملء السمع والأبصار... كان حريا بنا أن نوثق الأمر فكان كتاب قصة السوق منبراً لكتابة التاريخ".
وأضاف القويز أن الكتاب يوثق مسيرة السوق المالية وتاريخها عبر مراحلها الثلاث منذ عام 1926م إلى عام 2020م. وجاء الكتاب بإصدارين، الإصدار التوثيقي شاملاً لمسيرة السوق المالية وبجانبه إصدار توثيقي مصور يعرض الصور الفتوغرافية والوثائق الرسمية، والرسوم البيانية.
وأشار القويز إلى أن عام 2003 كان نقطة تحول للسوق مع ظهور منظومة السوق المالية، وذلك عقب صدور نظام السوق المالية عام 2003م، ومن ثم تكوين الهيئة 2004م، فيما كان عام 2016 الانطلاقة لرؤية عالمية تفتح أبوابا واسعة نحو المستقبل من خلال إطلاق رؤية المملكة 2030م، والتي تستهدف من خلالها أن تصبح السوق المالية السعودية السوق الرئيسية في الشرق الأوسط، ومن أهم الأسواق المالية في العالم، بما يمكنها من أداء دور محوري في تنمية الاقتصاد وتنويع مصادر دخله.
وسلط القويز الضوء على أحدث أرقام السوق المالية، التي جاءت لتعكس جهود الإصلاح، ما جعلها في منأى عن تقلبات الأسواق العالمية ونجاحها في جذب وافدين جدد رغم الشلل الذي يضرب الأسواق العالمية.
وقال القويز إن الهيئة وافقت على طرح نحو 3 شركات في السوق الرئيسية و10 شركات في السوق الموازية خلال الربع الثاني من العام الجاري، فيما لا يزال 6 طلبات للطرح والإدراج في السوق الرئيسية و70 في السوق الموازية، قيد الدراسة خلال الفترة نفسها .
 ونوه القويز إلى ارتفاع عدد الصناديق إلى 839 صندوقاً استثمارياً، مسجلة بذلك رقماً قياسياً جديداً، هو الأعلى تاريخياً، بعد ارتفاعها 19%، مقارنة بعددها في الربع الثاني من العام الماضي البالغ 705 صناديق، وارتفاعها بنحو 6%، مقارنة بالربع الأول من العام الحالي.
وشدد القويز أيضاً على الأهمية التي توليها هيئة السوق لتوطين الوظائف في مؤسسات السوق المالية، إذ بلغت نسبة توطين القوى العاملة لدى شركات التقنية المالية نحو 80% في الربع الثاني من عام 2022، مقارنة بـ 74% في الربع الأول من نفس العام.
وقال القويز "على امتداد عمر السوق المالية منذ بدايات التكوين، حتى يومنا هذا، لاحظنا التطور المطرد منذ أن كانت سوقاً بسيطة في عشرينيات القرن الماضي لبيع الأسهم من خلال مكاتب العقار بين البائعين والمشترين، حتى تحقيق المملكة مراكز متقدمة على مؤشر التنافسية العالمية في العام الحالي".
وأكد معالي رئيس الهيئة أن برامج الإصلاح الطموحة في إطار رؤية 2030 ومن بينها برنامج القطاع المالي وبرنامج صندوق الاستثمارات العامة، وغيرهما من برامج تحقيق الرؤية التي ينصب الكثير منها على الاستثمار وتكثيف معدلاته كل في مجاله، أسهمت في جعل السوق نموذجاً يحتذى بها بين الأسواق الناشئة.
وفي ختام حديثه، توجه القويز بالشكر لقادة وحكام الدولة، مؤكداً على البصمات الواضحة لأياديهم البيضاء في مسيرة حافلة للسوق المالية امتدت لأكثر من 9 عقود من الزمان، معبراً عن امتنانه أيضاً للرواد الأوائل، الذين صنعوا لنا اللبنة الأولى في تأسيس السوق المالية السعودية.​