كلمة رئيس مجلس الهيئة في منتدى السعودي الأول للأوراق المالية
14/05/2011

أصحابَ المعالي .. أصحابَ السعادة ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم في البداية على تشريفكم لنا بالحضور اليوم حيث نجتمعُ ضمن فعالياتِ المنتدى السعودي الأولِ للأوراقِ المالية الذي تنظمُه لجنةُ الأوراقِ المالية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض بالتعاونِ مع هيئةِ السوقِ المالية، برعايةٍ كريمةٍ من صاحبِ السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقةِ الرياض، لتسليطِ الضوءِ على تطوراتِ السوقِ المالية في المملكةِ العربيةِ السعودية والإجراءاتِ التي اُتخذت لتعزيز كفاءتِها واستقرارِها وضمانِ العدالةِ في تعاملاتِها وحمايةِ المستثمرين فيها من التدليسِ أو الغشِ والخداع، سعياً إلى تأسيسِ ثقةٍ مستدامةٍ في سوقِنا المالية.

إن للأسواقِ الماليةِ دوراً مهماً في تعزيزِ الاقتصادِ الوطني وتوفيرِ التمويلِ اللازمِ لقطاع الأعمال حتى يقومَ بدورِه في النمو الاقتصادي. ومن الضروري لكي تؤديَ الأسواق هذا الدورَ على أكملِ وجه أن تتوافرَ التنظيماتُ الملائمة والرقابة المتكاملة لضمانِ تطبيقِها. وتعلمون أن

السوقَ السعودية مرت بمراحلَ مختلفة في تطورها فمن سوقٍ غير منظمة بشكلٍ كافٍ في البداية إلى سوقٍ أكثرَ تنظيماً في الوقتِ الحاضر حيث وضعت هيئةُ السوق المالية بعد إنشائها أحدثَ الأنظمة وطبقتها على الجميع ليشعرَ المستثمرُ بالأمان. واسمحوا أيها الإخوةُ والأخوات أن استعرضَ بعضَ جهودِ الهيئةِ في هذا الإطار:

أولاً :

اتخذت الهيئةُ العديدَ من الخطواتِ المهمة لاستكمالِ الجانبِ التنظيمي في السوق.. فقد أصدرت ثلاث عشرة لائحةً تنفيذيةً لنظام السوق المالية وأصبحت نافذة بعد أن استقرأت فيها الهيئةُ آراءَ المختصين والمهتمين وعمومِ المستثمرين.

ثانياً :

شمل التطويرُ البنى التحتية للسوق المالية، فطُرحَت أدواتٌ ماليةٌ جديدة لتحسينِ بيئةِ الاستثمار المؤسسي ونُظمت أعمالُ الوساطة وأُصدرت التراخيصُ للشركاتِ الاستثمارية، إلى جانب تطوير سوقِ الإصداراتِ الأولية بهدفِ توسيع قاعدةِ السوق وتوفير المزيدِ من الفرصِ

الاستثمارية، وفي هذا المجال طبقت الهيئةُ طريقةَ بناءِ سجلّ أوامرِ الاكتتاب book building التي تقوم في إطارها المؤسساتُ الاستثماريةُ قبل تسعيرِ الطرح العام بدراسةِ الشركةِ المطروحة وتحديدِ السعرِ العادل للورقةِ الماليةِ قبل طرحِها.

ثالثاً :

لتوفير وسائلَ استثمار وقنواتِ تمويلٍ جديدة، أنشئت سوقٌ مالية لتداولِ الصكوكِ والسنداتِ في المملكة، وكذلك أُقرّت الهيئةُ قيامَ الأشخاصِ المرخصِ لهم بإبرامِ اتفاقياتِ مبادلة(Swap Agreements) مع الأشخاصِ الأجانبِ غير المقيمين سواءً أكانوا مؤسساتٍ ماليةً أم أفراداً. وطرحت أيضاً الهيئةُ آليةً لتداولِ صناديقِ المؤشراتِ المتداولة (ETFs) تتضمنُ السماحَ للمستثمرين الأجانبِ من غير المقيمين بتداولِ وحداتِها.

رابعاً :

إن إيجادَ بيئةٍ آمنةٍ و جذابةٍ للمستثمرين هدفٌ رئيسٌ لأي هيئةٍ تنظيمية وتحقيقاً لهذه الغاية وضعنا متطلباتِ الإفصاح وركزنا على مستوياتٍ عاليةٍ من الشفافية من جميع الشركاتِ المدرجة، ونحن نفتخرُ ولله الحمد أننا في السوقِ الماليةِ السعودية لدينا أعلى نسبةٍ من الشفافيةِ والإفصاح في المنطقة فهي السوقُ الوحيدةُ التي تنشرُ فيها جميعُ الشركاتِ المدرجة نتائجَها المالية في الوقتِ المطلوب.

ونود أن نرى مزيداً من مشاركة المساهمين في التأثير في قرارات الشركات المساهمة المدرجة، وما إقرار وبدء تطبيق برنامج "تداولاتي" من قبل شركة السوق المالية (تداول) الذي يتيح التصويت عن بعد في الجمعيات العامة للشركات إلا خطوة نحو تحقيق هذا الهدف.

خامساً :

لم تغفل الهيئةُ مسؤوليتها في توعيةِ المستثمرين إذ ابتكرت برامجَ وأنشطةً توعويةً لشرائح المجتمع كافة بمختلفِ فئاتهم العمرية، تشملُ هذه الأنشطةُ والبرامج المعارضَ التوعويةَ المتنقلة في الأسواقِ التجارية والجامعاتِ والمدارس، وكذلك خُصصت برامجُ توعوية للتشريعات

موجهة لمسؤولي الشركاتِ المدرجة، فعُقدت عدةُ حلقاتِ عمل عن الحوكمةِ والإفصاح المستمر في عددٍ من المدن، إلى جانبِ إصدار 14 كتيباً توعوياً ومبادرةِ الهيئةِ إلى توعيةِ النشء بإصدارِ مجلةِ "المستثمر الذكي" التي تستهدفُ صناعةَ جيلٍ واعٍ ماليا، وتعريفَ الطلابِ بمبادئ إدارةِ الأموالِ والادخار وإكسابهم مهاراتِ البيع والشراءِ

والاستهلاك، وتبصيرهم بالجهاتِ ذاتِ العلاقة بالتعاملاتِ المالية. إننا نفخرُ بهذه المجلة التي هي الأولى من نوعِها والتي لقي إصدارُها صدى إيجابياً بين أبنائنا وبناتنا.

وتبقى توعيةُ المستثمرين مسؤوليةَ الجميع ونأملُ في مزيدٍ من التعاون من قبل الجهاتِ المشاركة في سوقِنا المالية لنشرِ الوعي الاستثماري

سادساً :

بذلت الهيئة جهداً كبيراً في مراقبة السوق وحماية المستثمرين من الغش والتدليس، واستخدمت أحدث الأنظمة العالمية للرقابة، وعاقبت المخالفين باستصدار أحكام ضدهم، وحققت نجاحاً واضحاً في هذا المجال حد من التلاعب في السوق، وأعطى مزيداً من الثقة والاستقرار فيه.

سابعاً :

تُوجت إنجازاتُ الهيئة لتطوير السوق المالية بانضمامِها عضواً كاملَ العضوية في المنظمةِ الدولية لهيئاتِ الأوراق المالية (الآيوسكو)، وذلك اعترافاً بما وصلت إليه الهيئةُ من قدرةٍ تنظيميةٍ وإشرافيةٍ ورقابيةٍ على السوقِ الماليةِ السعودية.

أيها الأخوةُ والأخوات...

إن التطويرَ مستمر و تعملُ هيئةُ السوق المالية على استكمالِ جهودِها في تطوير السوق وتشجيع الاستثمار فيها ورفعِ كفاءتها. إذ تعكفُ الآن على تطوير بعضِ اللوائح والقواعد وتحديثِها وفق أفضلِ المعايير والممارساتِ الدولية. ومنها قواعدُ التسجيل والإدراج ولائحةُ صناديق الاستثمار. وشرعت الهيئةُ في إعدادِ لوائحَ وقواعدَ تنفيذية ستصدرُ خلال هذا العام، وهي: قواعدُ الكفايةِ المالية، وقواعدُ الملاءةِ المالية ، وتنظيمٌ خاصٌ لوكالاتِ وشركاتِ التصنيف الائتماني.

أيها الأخوة والأخوات..

لاشك أنكم تتفقون معي أن سوقَنا المالية تطورت خلال السنواتِ القليلةِ الماضية وتحسن أداؤها وزادت الثقةُ بها وكان للتوجيه والدعم والمساندة التي تلقاها هيئة السوق المالية من لدن خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله– وولي عهده الأمين والنائب الثاني أثراٌ كبيراٌ في تحقيق ذلك. ونحن في الهيئة ندرك أن ما نقوم به هو واجبنا وما تمليه علينا مسؤوليتنا وما كُلفنا به لخدمة الوطن وأبنائه. ونعلمُ أنه لا يزالُ أمامنا طريقٌ طويلٌ ولكننا إن شاء الله سوف نستمر و نثابر في جهودنا الرامية إلى إيجادِ سوقٍ أكثرَ تنظيماً تعطي المستثمرَ ثقةً

واطمئناناً إلى أنه يضع مدخراتِه في سوقٍ آمنة لا يتعرضُ فيها للغش أو التدليس والخداع، وهي مهمة تحتاج إلى جهودٍ مستمرة وصبر وتعاون من الجميع ونعول على مشاركةِ الجهاتِ الأخرى بما فيها الغرفُ التجاريةُ الصناعية ولجانُ الأوراق المالية فيها لمساعدتنا في هذه المهمة فهم شركاؤنا في المسؤولية والنجاح.

أما شركاؤنا الآخرون من المتابعين للسوق والمحللين ورجال الإعلام فأقول لهم شكراً لكم، فقد استفدنا من آرائكم وملاحظاتكم وانتقاداتكم. فاستمروا عونا لنا بارك الله فيكم.

لا يسعني في الختام إلا أن أتقدمَ بالشكر إلى الغرفةِ التجاريةِ الصناعية بالرياض ممثلة في لجنة الأوراق المالية وإلى كل من أسهم وشارك في تنظيم هذا المنتدى الذي نتمنى أن يحققَ التطلعاتِ والأهدافَ المنشودة منه. كذلك أوجه شكري للحاضرين من إخوان وأخوات على حضورهم وإنصاتهم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته​